قال صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة النبي في الجنة والصديق في الجنة
والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا
يزوره إلا لله عز وجل ونساؤكم من أهل الجنة الودود الولود العؤود على زوجها
التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول لا أذق غمضا حتى ترضى)
الشاهد في الحديث ان الرسول صلى الله عليه شهد لإبي بكر بالجنة خاصة فأي
منزله اعظم من هذه المنزلة التي رفع الله بها ابو بكر الصديق رضي الله عنه
وارضاه وفي حديث الاسراء يتضح منه ان ابا بكر هو الشخص الوحيد الذي صدق
الرسول صلى الله عليه وسلم بدون تردد ولا تعجب ولا مراجعة في الامر . فلما
أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك
فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه وسعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه
فقالوا هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة على بيت المقدس قال أو قال
ذلك قالوا نعم . قال لئن كان قال ذلك لقد صدق . قالوا أو تصدقه أنه ذهب
الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح قال نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد
من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة فلذلك سمي أبو بكر الصديق ]



نعم الصديق الصدوق انت يا ابا بكر فلا يوجد انسان على وجه الارض يؤمن بصاحبه كامل الايمان كما فعلت وقال صلى الله عليه وسلم
من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة ياعبدالله هذا خير فمن كان من
أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن
كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب
الريان قال أبوبكر الصديق يارسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من
ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها قال نعم وأرجو أن تكون منهم )
وهذه بشارة اخرى من نبي الرحمة لصديقه الذي علم يقينا انه
من اهل الجنة وانه سوف ينادى من ابواب الجنة كلها ورجاء النبي له بمثابة
الدعاء

هذه بعض فضائل الصديق رضي الله عنه اما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكفيه فخرا هذا الحديث الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فروا من عمر ) دليل
قوي من نبي الرحمة على قوة ايمان عمر ولذلك لقبه بالفاروق لتفريقه بين
الحق والباطل . وقد نزل القران موافقا لرأيه في اكثر من مره فأي فضل هذا

اما حديث (ابو بكر وعمر من هذا الدين كمنزلة السمع والبصر من الرأس)
فهو من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويتضح ذلك جليا في عدة نقاط ولكني اكتفي بذرك هذين الموقفين لهما
اولا في حروب الردة فقد قال ابو بكر الصديق عندما كان عمر يقترح عليه ان
يهادنهم ويتألف قلوبهم والله لو منعوني عقال كانوا يدفعونه لرسول الله
لقاتلتهم عليه فولا لطف الله بعبادة لا انتهى الدين بعد وفاة رسول الله
ولاكن قيض له رجل له رؤية سديدة وحزم رشيد فهذا موقف من عدة مواقف لإبي بكر
تترجم الحديث السابق اما مواقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيتضح في هذا
الموقف الذي يعتبر من المواقف القوية لعمر في تلك الفترة الحرجة من الإسلام



كتب أبو بكر في خلافته صكوكاً لأناس يتألفهم على الناس؛ والتألف في عهد
الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن من الأراضي العامة يتألفهم، فكتب لـعيينة
بن حصين أرضاً قريبة من المدينة يتألفه وادٍ فيه ماء، قال: فأتى عيينة بن
حصين إلى أبي بكر رضي الله عنه وقال: أنجز لي ما وعدتني من الأرض، فكتب له
رسالة وقال: مر بـعمر يرى الرسالة؛ لأنه مستشاره، فمر إلى عمر وهو يطين
حائطاً له، فقال: أرني الرسالة؟
فأراه فقطعها، ثم رماها، فقال: كنا نتألف الناس في عهد الرسول عليه الصلاة
والسلام ونحن ضعفة، فأما الآن فنحن أقوياء، إما أسلمت وإلا هذا السيف. قال:
أنت الخليفة أم أبو بكر؟
قال: أنا هو غير أنه إياي! وهذا من أجمل ما قيل في كلام العرب، يقول: أنت الخليفة لماذا تشق المرسوم، قال: أنا وهو شيء واحد.
فأقره أبو بكر، وتبسم لما سمع خبره، لأنه يفوضه في كثير من الأمور، ومقصود
عمر أنه لا تتألف الناس والإسلام قوي كما في عهد الضعف، أما في عهد القوة
فمن يدخل فبها ونعمت! ومن يخرج يقتل بالسيف، بعدما وضح الدين، فألغى أبو
بكر الإقطاعيات بسبب كلام عمر رضي الله عنه وأرضاه.
فهذين الموقفين تجعل من الصديق والفاروق السمع والبصر للدين ولو تتبعنا
سيرتهم لجفت الاقلام بذكر فضائلهم ولكني اقتصرت على هذين الموقفين من نقطة
تحول للمسلمين من كسرة في النفس بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عزة
بالاسلام وبدين الله والحمد لله رب العالمين