ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في مدينة بورسعيد،
شمال شرق مصر، إلى 22 قتيلا، بينهم اثنان من أفراد الشرطة، وأكثر من 200
مصاب، بحسب ما أفادت وزارة الصحة المصرية.
و تشهد المدينة إطلاق نار كثيف على قسمي شرطة الشرق والعرب وسط مقاومة وتبادل لإطلاق النار بين الشرطة والمتظاهرين.
والد احد ضحايا مجزرة بور سعيد يحتفل مع الالتراس بصدور الاحكام
وبدأت مدرعات الجيش المصري التحرك صوب مدينة بورسعيد، شمال شرق مصر، للتصدي
لأعمال العنف التي تشهدها المدنية الآن بين قوات الأمن وأهالي محتجين على
صدور أحكام بالإعدام على ذويهم في قضية "إستاد بورسعيد"، بحسب ما ذكره مصدر
عسكري رفيع المستوى بالجيش الثاني الميداني.
ذا وأعلن مراسل العربية عن اغلاق كافة الطرق المؤدية إلى وزارة الداخلية
في القاهرة. كما أعلن الجيش المصري حظر التجول في بور سعيد، في وقت أفيد عن
اقتحام متظاهرين لمديرية أمن السويس.
يأتي هذا إثر حكم محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة
بالقاهرة، السبت، بإعدام 21 من المتهمين في مجزرة استاد بورسعيد، وإحالة
أوراقهم إلى مفتي الجمهورية.
وأعلن رئيس المحكمة أن "المحكمة قررت بإجماع أعضائها إحالة أوراق" 21
متهماً إلى المفتي، وهو ما يعني الحكم بالإعدام عليهم، وطلب موافقة المفتي
وفقاً لقانون الإجراءات الجنائية المصري.
ابتهاج في قاعة المحكمة إبتهاج في قاعة المحكمة بعد سماع احكام قضية مجزرة بورسعيد
ومن ناحية أخرى، سادت حالة من الفرح
والابتهاج قاعة المحكمة فور صدور الحكم وتعالت الصيحات المؤيدة للحكم. كما
عبر الآلاف من "ألتراس" الأهلي عن فرحتهم
بالحكم بإطلاق الشماريخ، ورددوا هتافات مؤيدة للرئيس محمد مرسي.
وحضر المحاكمة 9 من ضباط الشرطة المتهمين في القضية، بينما لم
يحضر 61 من المتهمين من رابطة مشجعي نادي المصري البورسعيدي و3 من
المسؤولين عن النادي، حيث إنهم محتجزون في سجن بورسعيد العمومي الذي
يحيط به أقارب المتهمين ومشجعو النادي المصري منعاً لنقلهم إلى القاهرة.
وحددت المحكمة، السبت، جلسة التاسع من مارس/آذار المقبل موعداً لجلسة النطق
بالحكم بالنسبة لباقي المتهمين في القضية. ويذكر أن الحكم الصادر ليس
نهائيا،ً بل سيخضع لنظر محكمة النقض.
جانب من ردود الأفعال في المحكمة
وترأس هيئة المحكمة المستشار صبحي عبدالمجيد، إلى جانب عضوية المستشارين
طارق جاد المتولي ومحمد عبدالكريم عبدالرحمن، نقلاً عن صحيفة "اليوم
السابع" المصرية، السبت.
وتم توجيه الاتهام إلى 73 شخصاً، من بينهم 9 من القيادات الأمنية بمديرية
أمن بورسعيد، و3 من مسؤولي النادي المصري، متهمين بقتل 72 من عناصر رابطة
"ألتراس" الأهلي، عقب مباراة الدوري بين الأهلي والمصري، في الأول من
فبراير/شباط الماضي.
واعتبر مراقبون أن ما حدث في استاد النادي المصري ببورسعيد مجزرة بشرية لم تشهدها أي من الملاعب الرياضية في العالم.
إجراءات أمنية مشددة بكاء بعد سماع الاحكام في قضية مجزرة بورسعيد
وشهد محيط المحكمة تكثيفا أمنيا من قبل
رجال القوات المسلحة، يشاركهم رجال الأمن بمديرية أمن القاهرة، حيث ستتواجد
أعداد غفيرة من شباب الألتراس الذين توعدوا بالقصاص من القتلة بأيديهم حال
خروج الحكم بما لا يعيد الحق لأصحابه، حسب ما أعلنوا.
وشارك 20 ألف ضابط ومجند من القوات المسلحة والشرطة في تأمين نقل المتهمين
من محبسهم بسيارات مصفحة، وتأمين أسر الضحايا وأعضاء الألتراس من الناديين
الأهلي والمصري، وذلك تحسبا لأحداث عنف وشغب وتعديات قد تتحول إلى مجزرة
جديدة.
تفاصيل الاتهام ردود أفعال بعد سماع الاحكام
وواجه المتهمون في القضية، وفق ما ورد
بأمر الإحالة، تهم ارتكاب جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، بأن
بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل بعض جمهور فريق النادي الأهلي "الألتراس"
انتقاما منهم لخلافات سابقة، وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة
الأنواع ومواد مفرقعة (شماريخ وباراشوتات وصواريخ نارية) وقطعا من الحجارة
وأدوات أخرى تستخدم في الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا لهم في استاد بورسعيد
الذي أيقنوا سلفا قدومهم إليه.
وأوضح قرار الإحالة أن المتهمين هجموا إثر إطلاق الحكم صفارة نهاية
المباراة على المجني عليهم في المدرج المخصص لهم بالاستاد، وانهالوا عليهم
ضربًا بالأسلحة والحجارة والأدوات المشار إليها، وألقوا ببعضهم من أعلى
المدرج، وحشروا البعض الآخر في السلم والممر المؤدي إلى بوابة الخروج مع
إلقاء المواد المفرقعة عليهم، قاصدين من ذلك قتلهم، فأحدثوا بالمجني عليهم
الإصابات الموصوفة بتقارير الطب الشرعي والتي أودت بحياتهم.
واقترنت بهذه الجناية جنايات السرقة بالإكراه والشروع فيها والتخريب
والإتلاف العمدي للأملاك العامة والأموال الخاصة والبلطجة والترويع وحيازة
وإحراز مواد مفرقعة وأسلحة بيضاء بغير ترخيص.
جانب من احتفالات جمهور الأهلي بسماع الاحكام
ويواجه المتهمون من رجال الشرطة والمسؤولين بالنادي المصري ومهندس كهرباء
الاستاد تهم الاشتراك بطريق المساعدة مع مرتكبي الأحداث، وذلك عن طريق
تسهيل دخول المهاجمين إلى استاد بورسعيد بأعداد غفيرة تزيد على العدد
المقرر لهم بأكثر من 3 آلاف شخص، ودون تفتيشهم لضبط ما كانوا يحملونه من
أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة، كما سمحوا بوجودهم في داخل
الملعب وفى مدرج قريب جدًا من مدرج جمهور النادي الأهلي مع علمهم بأنهم من
أرباب السوابق الإجرامية وتركوهم يحطمون أبواب أسوار الملعب وتسلقها إثر
انتهاء المباراة.
كما أن المتهمين من رجال الشرطة مكنوا بقية المتهمين المشار إليهم من
الهجوم على جمهور فريق النادي الأهلي في أماكن وجودهم بالمدرج المخصص لهم
بالاستاد، وأحجموا عن مباشرة أي إجراء مما يوجب الدستور والقانون القيام به
لحفظ النظام والأمن العام وحماية الأرواح والأموال ومنع وقوع الجرائم،
بينما قام مهندس كهرباء الاستاد بإطفاء كشافات إضاءة الملعب لتمكين
المتهمين من ارتكاب جريمتهم.
وورد بتقارير الصفة التشريحية للمجني عليهم إصابة البعض منهم باشتباه كسر
بقاع الجمجمة، كما ظهر في بعض الجثامين مظاهر إصابة حيوية تراوحت بين
السحجات والكدمات بالرأس أو بالجذع وجروح قطعية نتيجة الاحتكاك بسطح خشن
والمصادمة بأجسام صلبة.