لسلام عليكم..~
قصة التفاحة الحمرـآء قصة هـآدفة
رائعة تعلمنا أن يقنع المرء بما قسم الله له من الرزق، وأن يكتفي بما بين يديه ، وعدم الطمع والنظر لما في أيدي الغير..~
نبدأ على بركـه ـآلله.:
اراه في كل الدوائر المهمة رجل يثير فضولي لهندامه الثمين و النظيف يلبس دشداشة من اغلى انواع الاقمشة المستوردة من شكلها وتصميمها و تبدو انها قد خيطت عند ارقى الخياطين وغترة حرير من ارقى المنأشيء والانواع وعقال قد انتقاه بتاني وبذخ أما عبائته فانها تضاهي عباءأت امراء الخليج!!
مرة راجعت مسؤولا كبيرا فرايته جالسا عنده يحتسي قهوته وقد اخذ راحته في جلوسه واضعا رجل على رجل ... في كل مرة اراجع بها مسؤول كبير اراه جالسا عنده و طريقة جلوسه تشير لعلو شأنه ومنزلته اسال نفسي دائما ترى من هذا الرجل المهم ولماذا هذا الاهتمام به فهو يجلس عند المسؤولين الكبار بطريقة توحي للناظر انه يجلس في بيته .. .. سيارته الفخمة تضاهي سيارات رؤوساء الدوائر التي يزورها
عندرؤية سيارته مركونة بباب احدى الدوائر اعرف انه جالس عند مديرها!!
صحيح النفس أمارة بالسؤء تحلل وتفسر.... وتحادثني ترى من هو هذا الشخص و لماذا يجلس هكذا عند المدراء؟؟ وماهي درجة منزلته عند هؤلاء المسؤولين فأجلسوه عندهم .....؟؟ لبسه يظهر انه شيخ من شيوخ العشائر الاغنياء ؟؟ولكن لما هو دائما يجلس عند المدراء؟؟؟
بكل وسوسة النفس وشرها الخناس وفضوليتها ولكني لم اطاوعها دائما ولم اسعى الى معرفة هذا الشخص ولا يهمني بشيء سواء جلس بجنب فلان ا وعلان ؟؟
الى أن وجهت لي دعوة للغداء من قبل شخص ثري يقيم الدعوة للمسؤولين الكبار وللوجهاء ...
ولبيت الدعوة وقبل دخولي لدار صاحب الدعوة لاحظت سيارة الشيخ الفخمة الفارهة المميزة عن باقي سيارات علية القوم فعرفت ان الشيخ من المدعوين ايضا ...
واتخذت قرارا مع نفسي انه لا بد لي ان اعرف شخصية هذا الشيخ (المهم ) لانه الوحيد الذي لا اعرفه ولا يعرفني ؟؟
المدعويين كانو من المسؤولين الكبار عسكريين ومدنيين وشيوخ عشائر ووجهاء ... وامتد سماط كبير يحوي مالذ وطاب من انواع الطعام المشوي والمقلي من السمك والديك الرومي والدجاج .... بباب القاعة التى نتناول الغداء بها يقف رجال على خدمة المدعوين ويرشدونا الى المغاسل ويناولونا مناشف جديدة لمسح ايدينا ؟؟
ثم يدعونا هؤلاء الرجال بكل ادب بالتوجه لغرفة كبيرة لتناول الفواكه ...
وهي غرفة انيقة تحوي من الارائك الكثيرة والسجاد الثمين الفاخر وامام كل شخص منضدة صغيرة عليها صحن فارغ وسكين ...اتخذت مجلسي على كرسي منفرد وشاءت الصدف ان يكون مجلس هذا الشيخ بجانبي ... نظر مبتسما ثم قال لي (الله بالخير استاذ)
فاجبته :الله بالخير ...ثم رددت على الاخرين (الله بالخير...الله بالخير جميعا) مع حركة من يدي ردا على تحية ..الجالسين بعيدا عني....
فكرت مع نفسي ان جلوسه بجانبي فرصة لاعرف شخصية هذا الشيخ لاني ربما الوحيد الذي لا يعرفني ولا اعرفه .... وقبل ان استغل هذه الفرصة...
دخل شخص ضخم الجثة يحمل طبقا مليئا بالفاكهة واخذ يضع بكل صحن برتقالة وموزة وتفاحة وعند وصوله قرب منضدتي نفذت الفواكه ماعدى تفاحة حمراء كانت من نصيبي فوضعها بصحني ثم اسرع لجلب المزيد من الفاكهة لتكملة حصة الباقين من الفاكهة.... التفاحة التي وضعت امامي كانت من حسن حظي تفاحة حمراء تسر الناظرين وحجمها كبير يسيل لها لعاب غير المتعففين؟؟؟
بحدسي الذي تمرست به من كثرة الولائم والعزائم كنت الحظ نظرات الحسد لتفاحتي ويتمنوها لو كانت من نصيبهم هم ولكن القدر قد اخرها بالطبق لتكون من نصيبي ...
اكثرهم حسدا ونظرا كان الشيخ الذي بجانبي فقد ركز نظراته على تفاحتي وكأنه لم يرى بحياته تفاحة مثلها ... ينظر اليها ثم يتلفت في الوجوه ...ويعاود الكرة...
فجأة امتدت يد الشيخ بكل دنأءة نفس لتفاحتي بيده اليسار وحاملا السكين بيده اليمين فنظرت شزرا اليه ...وغلى الدم في عروقي ...وتهيئات اعصابي لامسك يده واقول له : احترم نفسك يادنيء النفس ولا تمد يدك لمنضدتي لتاخذ تفاحتي ...لولا اني تمالكت اعصابي باخر لحظة ...... امسك الشيخ التفاحة بدون اي خجل والكل يراقبه وهو يقطع التفاحة الحمراء الجميلة نصفين ويناول نصفا لي وياخذ نصفا له ...ويصبرني بانه سيقطع تفاحته لنصفين ايضا وناكلها معا؟؟؟
لم ارضى عن تصرفه السخيف وقلت له بتهكم : لا اريدها كلها كلها مادام قد أعجبتك!
اجابني باسما وبكل برودة اعصاب:لا استاذ ابد ..... تفضل نتقاسم تفاحتك ومن حصتي نتقاسم تفاحتي . بعد لحظات وضعت بصحنه حصته من الفاكهة و كانت تفاحته صغيرة ولونها اخضر وطعمها حامض...قضمت منها قضمة واحدة ثم رددتها حانقا الى الصحن ونظراتي الغاضبة مازالت مركزة على حقارة ووضاعة هذا الشيخ العفن دنيء النفس ....
كان المدعوين ... من كبار المسؤولين ووجوه المجتمع ووجهاء وشيوخ ...نظراتهم مندهشة ولكنها لا تعبر عما يكنونه بدواخلهم ....ولكن مهما كان تفسيرهم ...فاني قد تيقنت ان دنأءة النفس ...شيء مخزي ...ولا علاقة لها باناقة الملابس او المظهر الخارجي او الثراء ....وانما هي عفة يكتسبها الانسان من اهله ويتعلمها منذ الصغر ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (وتحسبهم اغنياء من التعفف)
انتهت الوليمة الدسمة او الدعوة وتفرق كل الى شأنه ولكني لم احترم هذا الشخص ولم احاول التعرف عليه وكل ما اشاهده انظراليه شزرا وباحتقارا ...وكلما التقيته لا يعجبني ان اسلم عليه وبرغم مرور السنين
فاني لم انسى دناءة نفس هذا الشخص الذي لم يحترم نفسه ولا شخصيته وذل نفسه من اجل نصف تفاحة حمراء ولم يخجل من الحضور الذين كانو ينظرون اليه باندهاش!!!
السبت أكتوبر 15, 2011 12:18 pm من طرف مرسا